البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{سُنَّةَ مَن قَدۡ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِن رُّسُلِنَاۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحۡوِيلًا} (77)

وانتصب { سنة } على المصدر المؤكد أي سنّ الله سنة ، والمعنى أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين أظهرهم فسنة الله أن يهلكهم بعد إخراجه ويستأصلهم ولا يقيمون بعده إلاّ قليلاً .

وقال الفراء : انتصب { سنة } على إسقاط الخافض لأن المعنى كسنة فنصب بعد حذف الكاف ، وعلى هذا لا يقف على قوله : { إلاّ قليلاً } .

وقال أبو البقاء : { سنة } منصوب على المصدر أي سننا بك سنة من تقدم من الأنبياء ، ويجوز أن يكون مفعولاً به أي اتبع { سنة من قد أرسلنا } كما قال تعالى : { فبهداهم اقتده } انتهى .

وهذا معنى غير الأول والمفسرون على الأول وهو المناسب لمعنى الآية قبلها { ولن تجد } لما أجرينا به العادة { تحويلاً } منه إلى غيره إذ كل حادث له وقت معين وصفة معينة ونفي الوجدان هنا وفيما أشبهه معناه نفي الوجود .