محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا} (80)

وقوله تعالى :

/ [ 80 ] { وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا 80 } .

{ وقل رب أدخلني مدخل صدق } أي مدخلا حسنا مرضيا بلا آفة { وأخرجني مخرج صدق } أي مخرجا حسنا مرضيا من غير آفة الميل إلى النفس ، ولا الضلال بعد الهدى . { واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا } أي عزا ناصرا للإسلام على الكفر ، مظهرا له عليه .

وقد رأى المهايميّ ارتباط الآية بما قبلها في معناها حيث قال : { وقل رب أدخلني } أي في هذه العبادات فإنها لا توصلك إلى المقام المحمود ، إلا إذا صدق دخولك فيها وخروجك عنها . ولا يتم لا بإمداد الله بعد استمدادك منه . وقولك : { رب أدخلني مدخل صدق } أي بمشاهدتك في هذه العبادات ، وتخليتي عن الرياء والعجب ، وتصفيتي بإخلاص العمل ، وإخلاص طلبي الأجر ، ورؤية المنة لله ، ورؤية التقصير فيها . { وأخرجني } عنها { مخرج صدق } فلا تستعملني فيما يحبطها عليّ ، ولا تردني على نفسي . وإذا غلبني الشيطان أو النفس أو الخلق ، أو رددت عليّ شبهة ، فاجعل لي من لدنك ، لا من عند فكري ، { سلطانا } أي حجة { نصيرا } ينصرني على ما ذكر . ليبقي علي عبادتي فيوصلني إلى المقام المحمود . انتهى .

واللفظ الكريم محتمل لذلك . ويظهر لنا أنه إشارة للهجرة كما ستراه .

/خ81