محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُل لَّوۡ كَانَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓئِكَةٞ يَمۡشُونَ مُطۡمَئِنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكٗا رَّسُولٗا} (95)

ثم نبه تعالى على لطفه ورحمته بعباده ، أنه يبعث إليهم الرسول من جنسهم ليفقهوا عنه ويفهموا منه ، ويمكنهم مخاطبته ومكالمته . حتى لو كانت الأرض مستقرا لملائكته ، لكانت رسلهم منهم ، جريا على قضية الحكمة .

فقال سبحانه : { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا } .

{ قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون } أي على أقدامهم كما يمشي الإنس { مطمئنّين } أي ساكنين في الأرض قارّين { لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا } أي من جنسهم ، ليعلمهم الخير ويهديهم المراشد . ولما كنتم أنتم بشرا ، بعثنا / فيكم رسلا منكم . كما قال تعالى{[5498]} : { كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } .

تنبيه :

في الآية إشارة إلى حاجة من يستقر في الأرض إلى الرسالة . وقد قضت رحمة الباري تعالى وعنايته بذلك ، فمنّ على الخلق بالرسل وأتم حاجتهم بخاتم أنبيائه فأنقذهم من الحيرة ، وخلصهم من التخبط ، وأخرجهم من الظلمات إلى النور .


[5498]:[2 / البقرة / 151].