اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُل لَّوۡ كَانَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓئِكَةٞ يَمۡشُونَ مُطۡمَئِنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكٗا رَّسُولٗا} (95)

قوله تعالى : { قُل لَوْ كَانَ فِي الأرض } : يجوز في " كَانَ " هذه التمام ، أي : لو وجد ، وحصل ، و " يَمشُونَ " صفة ل " مَلائِكَة " و " في الأرض " متعلِّق به ، " مُطْمئنينَ " حال من فاعل " يَمشُونَ " ، ويجوز أن تكون الناقصة ، وفي خبرها أوجه ، أظهرها : أنه الجار ، و " يَمشُون " و " مُطمَئنِّينَ " على ما تقدم .

وقيل : الخبر " يمشُون " و " في الأرض " متعلق به .

وقيل : الخبر " مُطمئنِّينَ " و " يمشُونَ " صفة ، وهذان الوجهان ضعيفان ؛ لأنَّ المعنى على الأول .

فإن قيل : إنَّه تعالى لو قال : قل لو كان في الأرض ملائكة ، لنزَّلنا عليهم من السَّماء ملكاً رسولاً كان كافياً في هذا المعنى . فما الحكمة في قوله : { يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ } ؟ ! .

فالجواب : أن المراد بقوله : { يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ } أي : مستوفين مقيمين .