جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُل لَّوۡ كَانَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓئِكَةٞ يَمۡشُونَ مُطۡمَئِنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكٗا رَّسُولٗا} (95)

{ قُل } جوابا لشبهتهم ، { لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ } كما تمشون ، { مُطْمَئِنِّينَ } : ساكنين في الأرض ، { لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً{[2909]} } أي من جنسهم يهديهم ، لأن انتفاع الجنس من الجنس أكثر فرحمتنا دعتنا إلى أن أرسلنا إليكم بشرا من جنسكم وبشرا وملكا منصوبان على الحال من رسولا أو موصوفان برسولا .


[2909]:فيه إعلام من الله سبحانه وتعالى بأن الرسل ينبغي أن يكونوا من جنس المرسل إليهم فكأنه اعتبر في تنزيل الرسول من جنس الملائكة أمرين: الأول كون سكان الأرض ملائكة والثاني كونهم ماشين على الأقدام غير قادرين على الطيران بأجنحتهم إلى السماء إذ ل و كانوا قادرين على ذلك لطاروا إليها وسمعوا من أهلها ما يحب معرفته وسماعه فلا تكون في بعثة الملائكة إليهم فائدة ثم ختم الكلام بما يجري التهديد فقال: "قل كفي بالله شهيدا بيني وبينكم"، ثم علل كونه سبحانه شهيدا كافيا بقوله: "إنه كان بعباده خبيرا بصيرا" ثم بين سبحانه أن الإقدار والإنكار مستندان إلى مشيئته فقال: "ومن يهج لله" الآية / 12 فتح.