فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُل لَّوۡ كَانَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓئِكَةٞ يَمۡشُونَ مُطۡمَئِنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكٗا رَّسُولٗا} (95)

{ قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً ( 95 ) }

ثم أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجيب عن شبهتهم هذه فقال : { قُل لَّوْ كَانَ } أي لو وجد وثبت { فِي الأَرْضِ } بدل من فيها من البشر { مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ } على الأقدام كما يمشي الأنس { مُطْمَئِنِّينَ } مستقرين فيها ساكنين بها ، قال الزجاج : مستوطنين في الأرض أي لا يظعنون عنها إلى السماء ومعنى الطمأنينة السكون فالمراد ههنا المقام والاستيطان فإنه يقال سكن البلد فلان إذا أقام فيها وإن كان ماشيا متقلبا في حاجاته .

{ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً } حتى يكون من جنسهم ويمكنهم مخاطبته والفهم عنه ، وفيه إعلام من الله سبحانه بأن الرسل ينبغي أن يكونوا من جنس المرسل إليهم فكأنه اعتبر في تنزيل الرسول من جنس الملائكة أمرين :

الأول : كون سكان الأرض ملائكة .

والثاني : كونهم ماشين على الأقدام غير قادرين على الطيران بأجنحتهم إلى السماء إذ لو كانوا قادرين على ذلك لطاروا إليها وسمعوا من أهلها ما يجب معرفته وسماعه فلا تكون في بعثة الملائكة إليهم فائدة .