محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (147)

{ الحق من ربك فلا تكونن من الممترين 147 } .

{ الحق من ربك } أي الحق من الله ، لا من غيره . يعني أن الحق ما ثبت من الله ، كالذي أنت عليه . وما لم يثبت أنه من الله ، كالذي عليه أهل الكتاب ، فهو الباطل . أي / هذا الذي يكتمونه هو الحق من ربك . وقرأ عليّ رضي الله عنه { الحق } بالنصب على الإبدال من الأول ، كما في ( الكشاف ) . أو المفعولية ل { يعملون } ، كما قاله أبو البقاء . { فلا تكونن من الممترين } الشاكّين في كتمانهم الحق مع علمهم . أو في الحق الذي جاءك من ربك ، وهو ما أنت عليه . ومعلوم أن الشك غير متوقع منه . ففيه تعريض للأمة . وقال الراغب : ليس هذا بنهي عن الشك لأنه لا يكون بقصد من الشاكّ ، بل هو حث على اكتساب المعارف المزيلة للشك واستعمالها . وعلى ذلك قوله : { إني أعظك أن تكون من الجاهلين }{[846]} .


[846]:[11/ هود/ 46] ونصها: {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم....}.