{ فَكَذَّبُوهُ } أي فاستمروا على تكذيبه ولم يتوبوا { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } أي لحلول العقاب فيه ، من جنس ما سألوه من إسقاط السماء قطعا عليهم . فقد أظلتهم سحابة أطبقت عليهم ، وأظلمت الجو وغشيهم العذاب وأحاط بهم و { الظلة } بالضم لغة الغاشية وما أطبق وستر من فوق .
قال الحافظ ابن كثير : ذكر تعالى صفة إهلاكهم في ثلاثة مواطن . كل موطن بصفة تناسب ذلك السياق . ففي ( الأعراف ) ذكر أنهم {[5943]} : { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين } وذلك لأنهم قالوا {[5944]} : { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا } فأرجفوا نبي الله ومن اتبعه { فأخذتهم الرجفة } وفي سورة هود قال {[5945]} : { وأخذت الذين ظلموا الصيحة } ذلك لأنهم استهزؤوا بنبي الله في قولهم {[5946]} { أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد } قالوا ذلك على سبيل التهكم وازدراء . فناسب أن تأتيهم صيحة تسكتهم فقال : { وأخذت الذين ظلموا الصيحة } وها هنا قالوا : { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء } الآية ، على وجه التعنت والعناد . فناسب أن يحقق عليهم ما استبعدوا وقوعه { فأخذهم عذاب يوم الظلة } . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.