محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوَلَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحۡمَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (51)

ثم أشار إلى أن في آية تنزيل الكتاب ، غنية عن كل آية مقترحة . لما أن الدور انقلب من الآيات الآفاقية ، إلى الآيات العلمية ، وفاقا لسنة الترقي ، بقوله سبحانه :{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } أي آية مغنية عما اقترحوه { أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ } أي وفيه نفسه من الآيات والمعجزات ما لا يرتاب معه إلا من سفه نفسه ، وكابر حسه { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي الكتاب الذي هو آية مستمرة وحجة بالغة ظاهرة { لَرَحْمَةً } أي لنعمة عظيمة في هدايته إلى الحق وإلى صراط مستقيم { وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } أي تذكرة لقوم ، همهم الإيمان دون التعنت .