محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ شَهِيدٗاۖ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (52)

{ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا } أي إني قد بلغتكم ما أرسلت به إليكم وأنذرتكم ، وإنكم قابلتموني بالجحد والتكذيب . يعني . كفى علمه بذلك وجوز أن يكون المعنى شهيدا بصدقي بالتأييد والحفظ ، أي هو مشاهد على ما جئت به ، مصدق له تصديق الشاهد لدعوى المدعي .

قال ابن كثير : أي فلو كنت غير محق ، لانتقم منى ، كما قال تعالى {[6056]} : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين } وإنما أنا صادق عليه فيما أخبرتكم به . ولهذا أيدني بالمعجزات الواضحات والدلائل القاطعات . انتهى { يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي فلا يخفى عليه حالي وحالكم { وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .


[6056]:(69 الحاقة 44 – 47).