فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ شَهِيدٗاۖ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (52)

{ قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا } أي قل للمكذبين : كفى الله شهيدا بما وقع بيني وبينكم ، وقال ابن عباس : معناه يشهد لي إني رسوله والقرآن كتابه ويشهد عليكم بالتكذيب ، وشهادة الله إثبات المعجزة له بإنزال الكتاب عليه والقرآن وحده كاف واف لا حاجة معه إلى غيره من الكتب لمن آمن به وعمل صالحا .

{ يعلم ما في السماوات والأرض } لا تخفى عليه من ذلك خافية ، ومن جملته ما صدر بينكم وبين رسوله صلى الله عليه وسلم { والذين آمنوا بالباطل } أي بما يعبدونه من دون الله ، قال ابن عباس : بالباطل أي بغير الله ، وقيل : بعبادة الشيطان وقيل : بما سوى الله ، والمعاني متقاربة ، ثم ذكر الكفر بعد الباطل لبيان قبح الأول فقال :

{ وكفروا بالله } وآياته ، والجملة مؤكدة لما قبلها { أولئك هم الخاسرون } الجامعون بين خسران الدنيا والآخرة في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان .