محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ} (48)

{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ } أي أيّ شيء سألتكم من أجر على الرسالة فهو لكم . والمراد نفي السؤال رأسا . وإمحاض النصح كناية ، لأن ما يسأله السائل ، يكون له . فجعله للمسؤول عنه ، كناية عن أنه لا يسأل أصلا . و ( ما ) على هذا شرطية . وجوز كونهاوصولة مرادا بها ما سألهم {[6300]} { مَا أسَأَلُكُم عليه من أَجْرٍ إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } وقوله :{[6301]} { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } واتخاذ السبيل إليه تعالى منفعتهم الكبرى . وقرباه عليه السلام قرباهم . وجوز أيضا كونها نافية . وقوله : { فهو لكم } جواب شرط مقدر . أي فإذا لم أسألكم فهو لكم { إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد*قل إن ربي يقذف بالحق } أي يرمى به الباطل فيدمغه ويزهقه . أو يرمي به في أقطار الآفاق ، فيكون وعدا بإظهار الإسلام وإعلاء كلمة الحق { علام الغيوب*قل جاء الحق } أي ظهر ، وهو الإسلام ومحاسنه { وما يبدىء الباطل وما يعيد } كناية عن زهوق الباطل ومحو أثره . مأخوذ من هلاك الحيّ . فإنه مدام موجودا ، إما أن يبدي فعلا أو يعيده . فإذا هلك لم يبق له إبداء ولا إعادة . ثم شاع ذلك في كل ما ذهب ، وإن لم يبق له أثر ، وإن يكن ذا روح . وجوز كون ( ما ) استفهامية منتصبة بما بعده . أي : أي شيء يقدر عليه .

تنبيه .

في ( الاكليل ) : في الآية استحباب هذا القول عند إزالة المنكر .


[6300]:[25/الفرقان/57].
[6301]:[42/الشورى/23].