نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ} (48)

ولما لم يبق شيء يخدش في أمر المبلغ ، أتبعه تصحيح النقل جواباً لمن كأنه يقول : برئت ساحتك ، فمن لنا بصحة مضامين ما تخبر ؟ فقال مؤكداً لإنكارهم أن يكون ما يأتي به حق معيداً الأمر بالقول ، إشارة إلى أن كل كلام صدر دليل كاف مستقل بالدلالة على ما سبق له{[57128]} : { قل } لمن أنكر التوحيد والرسالة والحشر معبراً بما يقتضي العناية الموجبة لنصره على كل معاند{[57129]} ، { إن ربي } أي المحسن إلي بأنواع الإحسان ، المبيض لوجهي عند الامتحان { يقذف بالحق } أي يرمي به في إثبات جميع ذلك وغيره مما يريد رمياً وحياً جداً لأنه غني عن {[57130]}تدبر أو تروِّ{[57131]} أو تفكر في تصحيح المعنى أو إصلاح اللوازم لأنه { علام الغيوب } ، فيفضح من يريد إطفاء نوره فضيحة شديدة ، ويرهق باطله{[57132]} كما

فعل فيما وسمتموني{[57133]} به و{[57134]} في التوحيد و{[57135]} غيره لا{[57136]} كما فعلتم أنتم في مبادرتكم إلى نصر الشرك وإلى ما وصفتموني به ووصفتم ما جئت به ، فلزمكم على ذلك أمور شنيعة منها الكذب الصريح ، ولم{[57137]} تقدروا أن تأتوا في أمري ولا في شيء من ذلك بشيء يقبله ذو عقل أصلاً .


[57128]:زيد من ظ ومد.
[57129]:زيد من ظ ومد.
[57130]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: نذير أو ترور ـ كذا.
[57131]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: نذير أو ترور ـ كذا.
[57132]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الباطل.
[57133]:من م ومد، وفي الأصل وظ: رسمني.
[57134]:زيد من ظ وم ومد.
[57135]:زيد بعده في الأصل: في، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.
[57136]:زيد من ظ وم ومد.
[57137]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لا.