{ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لله } أي بخصلة واحدة إن فعلتموها أصبتم الحق وقد فسرها بقوله { أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى } أي قياما لله خالصا بلا محاباة / ولا مراءاة ، اثنين اثنين وواحدا واحدا { ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا } أي في أمره صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الهدى والإصلاح وتهذيب الأخلاق ، ورفع النفس عن عبادة ما هو أحط منها من الأوثان ، إلى عبادة فاطر الأرض والسماوات ، واتباع الأحسن ، ونبذ التقاليد ، وإنزال الرؤساء إلى مصاف المرؤوسين رغبة في الإخاء والمساواة ، إلى غير ذلك من محاسن الإسلام وخصائصه المعروفة في الكتب المؤلفة في ذلك . وقوله تعالى : { ما بصاحبكم من جنة } أي جنون . مستأنف منبه لهم على أن ما عرفوه من رجاحة عقله كاف في ترجح صدقه . فإنه لا يدعه يتصدى لادعاء أمر خطير وخطب عظيم من غير تحقق وثوق ببرهان . فيفتضح على رؤوس الأشهاد ، ويلقي نفسه إلى الهلاك . فكيف وقد انضم إليه معجزات كثيرة ؟ وجوّز كون الجملة معلقا عنها . لقول ابن مالك : إن ( تفكر ) يعلق حملا على أفعال القلوب . والتعبير عنه صلى الله عليه وسلم ب { صاحبهم } ، للإيماء أن حاله معروف مشهور بينهم . لأنه نشأ بين أظهرهم معروفا بقوة العقل ورزانة الحلم وسداد القول والفعل . { إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } وهو عذاب الآخرة والمآل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.