فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ} (48)

{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ } القذف في الأصل الرمي بالسهم والحصى والكلام .

قال الكلبي : يرمي على معنى يأتي به ، وقال مقاتل : يتكلم { بِالْحَقِّ } وهو القرآن والوحي أي يلقيه إلى أنبيائه ، وقال قتادة : بالحق أي بالوحي والمعنى أنه يبين الحجة ويظهرها للناس على ألسن رسله وقيل : يرمي الباطل بالحق فيدمغه .

{ عَلامُ الْغُيُوبِ } قرئ برفع علام وبنصبه قال الفراء : والرفع في مثل هذا أكثر كقوله : { إن ذلك لحق تخاصم أهل النار } ، وقرئ : الغيوب بالحركات الثلاث في الغين وهو جمع غيب ، والغيب هو الأمر الذي غاب وخفي جدا