محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّضِلٍّۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٖ ذِي ٱنتِقَامٖ} (37)

{ لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ } أي الذين أحسنوا أعمالهم وأصلحوها { لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي / كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } أي نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعصمه من كل سوء ، ويدفع عنه كل بلاء في مواطن الخوف { وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان التي عبدوها من دونه تعالى . وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما قالت له قريش : إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا ، ويصيبك مضرتها لعيبك إياها . كما قال قوم هود {[6377]} { إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } { ومن يضلل الله } أي من غفل عن كفايته تعالى وعصمته له عليه الصلاة والسلام ، وخوفه بما لا ينفع ولا يضر أصلا { فما له من هاد * ومن يهد الله فما له من مضل } أي يصرفه عن مقصده ، أو يصيبه بسوء يخل بسلوكه . إذ لا راد لفضله ولا معقب لحكمه { أليس الله بعزيز ذي انتقام } أي ينتقم من أعدائه لأوليائه .


[6377]:[11/ هود / 54].