تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّضِلٍّۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٖ ذِي ٱنتِقَامٖ} (37)

الآية 37 وقوله تعالى : { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } { وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ } أخبر أنه إذا أراد هداية أحدكم لم يملك أحد إضلاله ، وإذا أراد إضلال أحد لم يقدر أحد على هدايته ؛ ذكر في الدين أن لا أحد يملك دفع من أراد من هدي أو إضلال ، ولا منعه عن ذلك على ما ذكر في الرّزق وأسباب العيش ، وعلى ما ذكر في الأنفس وحفظها أن لا أحد يملك دفع ما أراد هو . فعلى ذلك في الدين لأن الذّكر خرج في الكل على مخرج واحد .

وذلك على المعتزلة لقولهم : إن الله تعالى قد أراد هداية كل أحد ونصر كل وليّ ، لكن غيره منعه عن ذلك ، فهو وحش من القول سمجٌ ، وبالله العصمة والنجاة .

وقوله تعالى : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ } هو على الإيجاب والتقرير ، أي يعلمون أنه عزيز ذو انتقام ، أي عزيز ، لا يُعجزه شيء ، ذو انتقام لأوليائه من أعدائه .