البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّضِلٍّۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٖ ذِي ٱنتِقَامٖ} (37)

ولما كان تعالى كافي عبده ، كان التخويف بغيره عبثاً باطلاً .

ولما اشتملت الآية على مهتدين وضالين ، أخبر أن ذلك كله هو فاعله ، ثم قال : { أليس الله بعزيز } : أي غالب منيع ، { ذي انتقام } : وفيه وعيد لقريش ، ووعد للمؤمنين .

ولما أقروا بالصانع وهو الله ، أخبرهم أنه تعالى هو المتصرف في نبيه بما أراد .

فإن تلك الأصنام التي يدعونها آلهة من دونه لا تكشف ضراً ولا تمسك رحمة ، أي صحة وسعة في الرزق ونحو ذلك .

وأرأيتم هنا جارية على وضعها ، تعدت إلى مفعولها الأول ، وهو ما يدعون .

وجاء المفعول الثاني جملة استفهامية ، وفيها العائد على ما ، وهو لفظ هن وأنث تحقيراً لها وتعجيزاً وتضعيفاً .