الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّضِلٍّۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٖ ذِي ٱنتِقَامٖ} (37)

قوله تعالى ذكره : { أليس الله بكاف عبده } – إلى قوله – { ثم إليه ترجعون }[ 35-41 ] ، أي أليس الله بكاف محمدا صلى الله عليه وسلم أمر أعدائه المشركين .

قال{[58972]} مجاهد : بكافيه الأوثان .

وروي أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لئن لم تنته عن سب آلهتنا لنأمرنها فتخبلك{[58973]} .

فالمعنى : يخوفك يا محمد هؤلاء المشركون بالأوثان أن تصيبك بسوء ، أليس الله بكافيك ؟ ! أي : هو كافيك ذلك .

ومن قرأ ( عباده ) بالجمع أدخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومن تقدمه من الأنبياء صلوات الله عليهم الذين توعدتهم أممهم بمثل ما توعدت به{[58974]} أمة محمد محمدا{[58975]} صلى الله عليه وسلم .

قال مجاهد : نزلت هذه الآية حين قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة ( والنجم ) عند باب الكعبة{[58976]} .

ثم قال تعالى { ومن يضلل الله فماله من هاد ومن يهد الله فما له من مضل } أي : من يخذل{[58977]} الله فيضله عن طريق الحق فما له سواه من مرشد ، ومن يوفقه الله{[58978]} إلى طريق الحق فما له من مضل .

ثم قال تعالى { أليس الله بعزيز ذي انتقام } أي : أليس الله يا محمد بعزيز في انتقامه ممن / كفر به ، ذي انتقام منهم .


[58972]:(ح): وقال.
[58973]:لم أقف عليه إلا في معاني الفراء 2/419.
[58974]:قرأ حمزة والكسائي (عباده) بالجمع، وقرأها الباقون بالتوحيد. انظر: الكشف 2/239، وحجة القراءات 622، والسبعة 562، والمحرر الوجيز 14/85، وسراج القارئ 338، وغيث النفع 339. وقرأها بالجمع أبضا أبو جعفر ومجاهد وابن وثاب وطلحة، والأعمش انظر: ذلك في المحرر الوجيز 14/85.
[58975]:ساقط من (ح).
[58976]:انظر: لباب النقول 189.
[58977]:(ح) : يخذله.
[58978]:ساقط من (ح).