محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ} (82)

{ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } أي شكر رزقكم إياه تكذيبكم به كفرا لنعمته وجحدا لمنته .

قال ابن جرير{[6941]} : أي وتجعلون شكر الله على رزقه إياكم وذلك كقول القائل لآخر : جعلت إحساني إليك منك إلي بمعنى جعلت شكر إحساني أو ثواب إحساني إليك إساءة منك إلي .

وقد ذكر عن الهيثم بن عدي أن من لغة أزدشنوءة ( ما رزق فلان ) بمعنى ما شكر انتهى .

وقد حمل بعضهم ( الرزق ) هنا على النعمة مطلقا والأظهر أنه نعمة القرآن للسياق .

وقال القاشاني أي وتجعلون قوتكم القلبي ورزقكم الحقيقي تكذيبه لاحتجابكم بعلومكم ، وإنكاركم ما ليس من جنسه كإنكار رجل جاهل ما يخالف اعتقاده كأن علمه نفس تكذيبه أو رزقكم الصوري أي لمداومتكم على التكذيب كأنكم تجعلون التكذيب غذاءكم كما تقول للمواظب على الكذب : الكذب غذاؤه .


[6941]:انظر الصفحة رقم 207 من الجزء السابع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).