محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّـٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (3)

{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }

{ هو الأول } أي السابق على كل موجود ، من حيث أنه موجده ومحدثه { والآخر } أي الباقي بعد فناء كل شيء { والظاهر } أي وجوده بالأدلة الدالة عليه ، وقال ابن جرير{[6946]} : أي الظاهر على كل شيء دونه وهو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه { والباطن } أي باحتجابه بذاته وماهيته أو العالم بباطن كل شيء قال ابن جرير{[6947]} : أي الباطن جميع الأشياء فلا شيء أقرب إلى شيء منه كما قال{[6948]} { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } { وهو بكل شيء عليم } أي تام العلم فلا يخفى عليه شيء .

وقد روى الإمام أحمد{[6949]} : عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم : اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته انت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن ليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر " ورواه مسلم{[6950]} وغيره .


[6946]:انظر الصفحة رقم 215 من الجزء السابع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).
[6947]:50/ ق/ 16.
[6948]:أخرجه في المسند بالصفحة رقم 381 من الجزء الثاني (طبعة الحلبي).
[6949]:أخرجه في: 48-كتاب الذكر والاستغفار حديث 61 (طبعتنا).
[6950]:انظر الصفحة رقم 216 من الجزء السابع والعشرين (طبعة الحلبي الثاني).