تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ} (10)

فتنوا المؤمنين : ابتلوهم ، وحرقوهم بالنار ، يقال : فتن المعدنَ : صهره في النار .

عذاب الحريق : عذاب النار في جهنم .

وبعد أن ذكر قصةَ أصحابِ الأُخدود ، وما فعلوه من العذاب الكبير بالمؤمنين ، شدَّد النكير على أولئك المجرمين الذي عذّبوهم ، بأنه أعدَّ لهم عذاباً أليما في نار جهنم ، وأنه إن أمهَلَهم فإنه لا يُهمِلُهم ، فقال :

{ إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين والمؤمنات ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحريق } .

إن الذين امتحنوا المؤمنين والمؤمنات في دِينهم بالأذى والتعذيبِ بالنار ولم يتوبوا إلى الله من ذلك الجرم الكبير ، بل ظلّوا مصرّين على كفرهم وعنادهم ، لهم في الآخرة عذابُ جهنم وحريقُها كما أحرقوا المؤمنين .

وقد اختلف المفسرون في حقيقة أصحاب الأخدود ، وأين كان موضعهم ومن هم ، وأوردوا أقوالا كثيرة لا فائدة منها فأضربنا عنها وتركناها . . . . .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ} (10)

المعنى :

قوله تعالى { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات } أي فتنوهم عن دينهم فأحرقوهم بالنار { ثم لم يتوبوا } بعد فتنتهم للمؤمنين والمؤمنات { فلهم عذاب جهنم } جزاء لهم . { ولهم عذاب الحريق } عذاب جهنم في الدار الآخرة وعذاب الحريق في الدنيا . فقد روي أنهم لما فرغوا من إلقاء المؤمنين في النار والمؤمنون كانت تفيض أرواحهم قبل وصولهم إلى النار فلم يحسوا بعذاب النار والكافرون خرجت لهم النار من الأخاديد وأحرقتهم فذاقوا عذاب الحريق في الدنيا ، وسيذوقون عذاب جهنم في الآخرة هذا بالنسبة غلى أبدانهم أما أرواحهم فإِنها بمجرد مفارقة الجسد تلقى في سجين مع أرواح الشياطين والكافرين .

/ذ1

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ} (10)

{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } أي : العذاب الشديد المحرق .

قال الحسن رحمه الله : انظروا إلى هذا الكرم والجود ، هم قتلوا أولياءه وأهل طاعته ، وهو يدعوهم إلى التوبة .

ولما ذكر عقوبة الظالمين ، ذكر ثواب المؤمنين ، فقال :

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ} (10)

{ إن الذين فتنوا } أي أحرقوا { المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا } لم يرجعوا عن كفرهم { فلهم عذاب جهنم } بكفرهم { ولهم عذاب الحريق } بما أحرقوا المؤمنين

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ} (10)

ولذلك قال مستأنفاً جواباً لمن يقول : فما{[72495]} فعل بهم ؟ مؤكداً لإنكار الكفار ذلك : { إن الذين فتنوا } أي خالطوا من الأذى بما لا تحتمله القوى فلا بد أن يميل{[72496]} أو يحيل في أي زمان كان ومن أي قوم كانوا { المؤمنين والمؤمنات } أي ذوي الرسوخ في وصف الإيمان .

ولما كانت التوبة مقبولة قبل الغرغرة {[72497]}ولو{[72498]} طال الزمان ، عبر بأداة التراخي فقال : { ثم لم يتوبوا } أي عن ذنوبهم وكفرهم . ولما كان سبحانه لا يعذب أحداً إلا بسبب ، سبب عن ذنبهم وعدم توبتهم قوله : { فلهم } أي خاصة لأجل كفرهم { عذاب جهنم } أي الطبقة التي تلقى داخلها بغاية الكراهة والتجهم ، هذا في الآخرة { ولهم } أي مع ذلك في الدارين لأجل فتنتهم لأولياء الله { عذاب الحريق * } أي العذاب الذي من شأنه المبالغة في الإحراق بما أحرقوا من قلوب الأولياء ، وقد صدق سبحانه قوله هذا فيمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم بإهلاكهم شر إهلاك{[72499]} مغلوبين مقهورين مع أنهم كانوا قاطعين بأنهم غالبون{[72500]} كما فعل بمن كان قبلهم ، فدل ذلك على أنه على كل شيء قدير ، فدل{[72501]} على أنه يبدئ ويعيد .


[72495]:من ظ و م، وفي الأصل: ما.
[72496]:من ظ و م، وفي الأصل: يمهل.
[72497]:من ظ و م، وفي الأصل: فلو.
[72498]:من ظ و م، وفي الأصل: فلو.
[72499]:زيد في الأصل: وهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72500]:من م، وفي الأصل و ظ: غافلون.
[72501]:من م، وفي الأصل و ظ: ودل.