ثم بين سبحانه ما أعد لأولئك الذين فعلوا بالمؤمنين ما فعلوا من التحريق فقال { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات } أي حرقوهم بالنار ، والعرب تقول فتنت الشيء أي أحرقته وفتنت الدرهم والدينار إذا أدخلته النار لتنظر جودته ، ويقال دينار مفتون ويسمى الصائغ الفتان ، ومنه قوله { يوم هم على النار يفتنون } أي يحرقون وقيل معنى فتنوا المؤمنين محنوهم في دينهم ليرجعوا عنه .
قال الرازي : ويحتمل أن يكون المراد كل من فعل ذلك ، قال وهذا أولى ، لأن اللفظ عام والحكم بالتخصيص ترك للظاهر من غير دليل { ثم لم يتوبوا } من قبح صنعهم ولم يرجعوا عن كفرهم وفتنتهم { فلهم } في الآخرة { عذاب جهنم } بسبب كفرهم { ولهم } عذاب آخر زائد على عذاب كفرهم وهو { عذاب الحريق } الذي وقع منهم للمؤمنين . وقيل أن الحريق إسم من أسماء النار كالسعير وقيل أنهم يعذبون في جهنم بالزمهرير ، ثم يعذبون بعذاب الحريق فالأول عذاب ببردها ، والثاني عذاب بحرها .
وقال الربيع بن أنس أن عذاب الحريق أصيبوا به في الدنيا ، وذلك أن النار ارتفعت من الأخدود إلى الملك وأصحابه فأحرقتهم ، وبه قال الكلبي ، ومفهوم الآية أنهم لو تابوا لخرجوا من هذا الوعيد ، وإنما عبر سبحانه بأداة التراخي لأن التوبة مقبولة قبل الغرغرة ولو طال الزمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.