الآية 10 : وقوله تعالى : { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات } فالفتنة المحنة ، وهي مأخوذة من فتن الذهب إذا أذابه ، لأنه يذيبه ليميز به بين ما خبث منه وبين ما صفا وبين الذهب وبين ما ليس بذهب ، فاستعملت في موضع الفتنة ، لأن المحنة ، هي الابتلاء ليتبين بها الصادق من الكاذب والمحق من المبطل ؛ وذلك يكون بالأمر والنهي ؛ فسمي الأمر والنهي من الله تعالى امتحانا . هذا وإن كان الله تعالى لا يخفي عليه شيء .
ثم وجه فتنتهم أنهم اتخذوا الأخاديد ، وأوقدوا فيها النيران ليلقوا فيها من ثبت على الإيمان ، ودام عليه ، ويتركوا إلقاء من رجع عن دينه ، فقيل : فتنوا لهذا .
وقوله تعالى : { ثم لو يتوبوا } ففيه أنهم لو تابوا لكان يعفى عنهم ، ولا يعاقبون ، مع عظم جرمهم بربهم في ذات الله تعالى ، فيكون فيه إظهار كرمه وعطفه على خلقه .
وقوله تعالى : { فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق } فمنهم من صرف قوله : { ولهم عذاب الحريق } إلى الدنيا ، فقال : إن تلك النار عذبوا بها المؤمنين سلطت عليهم حتى أحرقتهم .
وجائز أن يكون في جهنم أيضا ، فيكون فيه إخبار بأن جهنم تدوم عليهم بالإحراق ، ولا تفتر عنهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.