الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ} (10)

{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ } : عَذّبوا وأحرقوا { الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } نظيره قوله سبحانه وتعالى :

{ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ } [ الذاريات : 13 ] ، { ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } في الآخرة { وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } في الدنيا وذلك إنّ الله سبحانه أحرقهم بتلك النار التي أحرقوا بها المؤمنين ، هذا قول ربيع وأصحابه ، وقال الآخرون : هما واحد .

أخبرني بن فنجويه قال : حدّثنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق قال : حدّثنا أبو عبيد محمد ابن أحمد بن المؤمل الصيرفي قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن جعفر الأحول المعروف باللقوق قال : حدّثنا منصور بن عمّار قال : حدّثنا سعيد بن أبي توبة عن عبد الرحمن بن الجهم يبلغ به حذيفة بن اليمان قال : " أسرَّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً في النار فقال : " يا حذيفة إن في جهنم لسباعاً من نار وكلاباً من نار وكلاليب من نار وسيوفاً من نار وأنه يبعث ملائكة يعلّقون أهل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ويقطعونهم بتلك السيوف عضواً عضواً ويلقونها إلى تلك الكلاب والسباع كلما قطعوا عضواً عاد مكانه عضواً جديد " .