تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (10)

فإذا قضِيت الصلاة : أُدّيت وانتهت .

فانتشِروا : تفرقوا في طلب الرزق والعمل .

فإذا أديتم الصلاة فتفرقوا في الأرض لمتابعة أعمالكم ومصالحكم الدنيوية التي فيها معاشُكم ، واطلبوا من فضلِ الله ما تشاؤون من خَيري الدنيا والآخرة ، واذكُروا الله بقلوبكم وألسنتِكم كثيراً ، لعلّكم تفوزون بالفلاح في الدنيا والآخرة .

هذا هو روح الإسلام : الجمعُ بين المحافظة على الجسم والروح معا ، وهذا هو التوازن الذي يتّسم به الدين الإسلامي ، كما جاء في قوله تعالى : { وابتغ فِيمَآ آتَاكَ الله الدار الآخرة وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدنيا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفساد فِي الأرض إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين } [ القصص : 77 ] . هل هناك أجملُ وأحلى من هذا الكلام ؟ .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (10)

{ فانتشروا في الأرض } هذا الأمر للإباحة باتفاق وحكى الإجماع على ذلك ابن عطية ، وابن الفرس .

{ وابتغوا من فضل الله } قيل : معناه طلب المعاش فالأمر على هذا للإباحة ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الفضل المبتغى عيادة مريض أو صلة صديق أو اتباع جنازة " وقيل : هو طلب العلم وإن صح الحديث لم يعدل إلى سواه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (10)

قوله : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض } يعني إذا فرغتم من صلاة الجمعة { فانتشروا في الأرض } أي امضوا في مناكب الأرض لقضاء حوائجكم { وابتغوا من فضل الله } أي اطلبوا الرزق ، والمكاسب من فضله بانتشاركم في الأرض عاملين ناشطين { واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } أي أكثروا ذكر الله بألسنتكم وقلوبكم ، ولا تشغلنكم الدنيا عن طاعة ربكم { لعلكم تفلحون } أي تفوزون بجنة الله ورضوانه{[4540]} .


[4540]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 365- 367 وتفسير القرطبي جـ 18 ص 102- 109 وأحكام القرآن للجصاص جـ 5 ص 339 –342.