الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (10)

أخرج أبو عبيد وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن عبدالله بن بسر الحراني قال : رأيت عبدالله بن بشر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة ، ثم رجع إلى المسجد ، فصلى ما شاء الله أن يصلي ، فقيل له : لأي شيء تصنع هذا ؟ قال : لأني رأيت سيد المرسلين هكذا يصنع ، وتلا هذه الآية { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله } .

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : إذا انصرفت يوم الجمعة فاخرج إلى باب المسجد فساوم بالشيء وإن لم تشتره .

وأخرج ابن المنذر عن الوليد بن رباح أن أبا هريرة كان يصلي بالناس الجمعة ، فإذا سلم صاح { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله } فيبتدر الناس الأبواب .

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد وعطاء { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض } قالا : إن شاء فعل ، وإن شاء لم يفعل .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض } قال : هو إذن من الله ، فإذا فرغ فإن شاء خرج ، وإن شاء قعد في المسجد .

وأخرج ابن جرير عن أنس قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله } قال : «ليس لطلب دنيا ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله } قال : لم يؤمروا بشيء من طلب الدنيا ، إنما هو عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله .

وأخرج الطبراني عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من صلى الجمعة فصام يومه وعاد مريضاً وشهد جنازة وشهد نكاحاً وجبت له الجنة » .