الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (10)

وقوله : { فانتشروا } أجمعَ الناسُ على أنَّ مُقْتَضَى هذا الأمْرِ الإباحةُ ، وكذلك قوله : «وابتَغُوا من فضل اللَّه » أنَّه الإبَاحَة في طلب المعاش ، مثلَ قوله تعالى : { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فاصطادوا } [ المائدة : 2 ] إلا مَا رُوِيَ عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ذلكَ الفضْلُ المُبْتَغى هو عيادةُ مريضٍ ، أو صِلَةُ صديقٍ ، أو اتِّباعُ جنازة " ، قال ( ع ) : وفي هذا ينبغي أنْ يكونَ المرءُ بقيةَ يومِ الجمعةِ ، ونحوه عن جعفر بن محمد ، وقال مكحول : الفضلُ المبْتَغَى : العلمُ فينبغي أن يُطْلَبَ إثْرَ الجمعةِ .

وقوله تعالى : { واذكروا الله كَثِيراً } الآية ، قال معاذ بن جبل : مَا شَيْءٌ أنجى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ : رواه الترمذي واللفظُ له ، وابنُ ماجَه ، والحاكمُ في «المستدرك » ؛ وقال صحيحُ الإسناد ، انتهى من «السلاح » .