فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (10)

{ فإذا قضيت الصلاة } أي إذا فعلتم الصلاة وأديتموها ، وفرغتم منها { فانتشروا في الأرض } للتجارة فيما تحتاجون إليه من أمر معاشكم ، والأمر للإباحة { وابتغوا } أي اطلبوا { من فضل الله } أن من رزقه الذي يتفضلا به على عباده ، بما يحصل لهم من الأرباح في المعاملات والمكاسب وقيل : المراد به ابتغاء ما عند الله من الأجر ، وبعمل الطاعات ، واجتناب ما لا يحل ، وقيل : هو طلب العلم .

" عن انس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآية ليس بطلب دنيا ، ولكن عيادة مريض ، وحضور جنازة ، وزيادة أخ في الله أخرجه ابن جرير .

وعن ابن عباس قال : لم يؤمروا بشيء من طلب الدنيا ، وإنما هو عيادة مريض ، وحضور جنازة وزيادة أخ في الله ، وعن عراك بن مالك : أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف ، فوقف على باب المسجد وقال : أللهم أجبت دعوتك ، وصليت فريضتك ، وانتشرت كما أمرتني ، فارزقني من فضلك ، وأنت خير الرازقين .

{ واذكروا الله } ذكرا { كثيرا } بالشكر له على ما هداكم إليه من الخير الأخروي والدنيوي ، وكذا اذكروه بما يقربكم إليه من الأذكار ، كالحمد والتسبيح والتكبير والاستغفار ونحو ذلك ، ولا تقصروا ذكره على حالة الصلاة { لعلكم تفلحون } أي لكي تفوزوا بخيري الدارين وتظفروا بهما .