{ فإذا قضيت الصلاة } يعني أُدّيتْ .
{ فانتشروا في الأرض } حكي عن عراك بن مالك أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال : اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فرضيتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين .
{ وابتغوا من فضل الله } فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : الرزق من البيع والشراء ، قاله مقاتل والضحاك .
الثاني : العمل في يوم السبت ، قاله جعفر بن محمد .
الثالث : ما رواه أبو خلف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ، قال : ليس بطلب الدنيا لكن من عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله{[2979]} . "
{ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } روى سالم عن جابر قال : أقبلت عر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في الخطبة فانتقل الناس إليها وما بقي غير اثنى عشر رجلا ، فنزلت هذه الآية{[2980]} .
وذكر الكلبي أن الذي قدم بها دحية بن خليفة الكلبي من الشام عند مجاعة وغلاء سعر ، وكان معه جميع ما يحتاج إليه الناس من بر ودقيق وغيره فنزل عند أحجار الزيت{[2981]} وضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه ، وكانوا في خطبة الجمعة ، فانفضوا إليها ، وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية رجال ، فقال تعالى : " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها " . والتجارة المعروف من أموال التجارات .
وفي اللهو هاهنا أربعة أوجه : ( أحدها ) يعني لعبا ، قاله ابن عباس . ( الثاني ) أنه الطبل ، قاله مجاهد . ( الثالث ) أنه المزمار ، قاله جابر . ( الرابع ) الغناء .
" وتركوك قائما " يعني في خطبته . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : والذي نفسي بيده لو ابتدرتموها حتى لا يبقى معي أحد لسال الوادي بكم نارا{[2982]} . وإنما قال تعالى : " انفضوا إليها " ولم يقل إليهما " ، لأن غالب انفضاضهم كان للتجارة دون اللهو .
وقال الأخفش : في الكلام تقديم وتأخير ، وتقديره وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا ، وكذلك قرأ ابن مسعود .
وفي " انفضوا " وجهان : ( أحدهما ) ذهبوا . ( الثاني ) تفرقوا . فمن جعل معناه ذهبوا أراد إلى تجارة ، ومن جعل ومعناه تفرقوا أراد عن الخطبة وهذا أفصح الوجهين ، قاله قطرب ، ومنه قول الشاعر :
انفض جمعهم عن كل نائرة{[2983]} تبقى وتدنس عرض الواجم الشيم
{ قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة } يحتمل وجهين :
أحدهما- ما عند الله من ثواب صلاتكم خير من لذة لهو كم وفائدة تجارتكم .
الثاني- ما عند الله من رزقكم الذي قسمت لكم خير مما أصبتموه بانفضاضكم من لهوكم وتجارتكم .
{ والله خير الرازقين } يحتمل وجهين : ( أحدهما ) إن الله سبحانه خير من رزق وأعطى . ( الثاني ) ورزق الله خير الأرزاق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.