تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

واللهُ خلقكم وخلقَ ما تصنعون بأيديكم ، أين عقولكم ! !

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

" والله خلقكم وما تعملون " " ما " في موضع نصب أي وخلق ما تعملونه من الأصنام ، يعني الخشب والحجارة وغيرهما ، كقوله : " بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن " [ الأنبياء : 56 ] وقيل : إن " ما " استفهام ومعناه التحقير لعملهم . وقيل : هي نفي ، والمعنى وما تعملون ذلك لكن الله خالقه . والأحسن أن تكون " ما " مع الفعل مصدرا ، والتقدير والله خلقكم وعملكم وهذا مذهب أهل السنة : أن الأفعال خلق لله عز وجل واكتساب للعباد . وفي هذا إبطال مذاهب القدرية والجبرية . وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله خالق كل صانع وصنعته ) ذكره الثعلبي . وخرجه البيهقي من حديث حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل صنع كل صانع وصنعته فهو الخالق وهو الصانع سبحانه ) وقد بيناهما في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

ولما كان المتفرد بالنعمة وهو المستحق للعبادة ، وكان الإيجاد من أعظم النعم ، وكان قد بين أنهم إنما عبدوها لأجل عملهم الذي عملوه فيها فصيرها إلى ما صارت إليه من الشكل ، قال تعالى مبيناً أنه هو وحده خالقهم وخالق أعمالهم التي ما عبدوا في الحقيقة إلا هي ، وأنه لا مدخل لمنحوتاتهم في الخلق فلا مدخل لها في العبادة : { والله } أي والحال أن الملك الأعظم الذي لا كفوء له { خلقكم } أي أوجدكم على هذه الأشكال { وما تعملون * } أي وخلق عملكم ومعمولكم ، فهو المتفرد بجميع الخلق من الذوات والمعاني ، ومعلوم أنه لا يعبد إلا من كان كذلك لأنه لا يجوز لعاقل أن يشكر على النعمة إلا ربها .