فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

{ وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } أي وخلق الذي تصنعونه على العموم ويدخل فيها الأصنام التي تنحتونها دخولا أوليا ويكون معنى العمل هنا التصوير والنحت ونحوهما نحو عمل الصائغ السوار ، أي صاغه ويرجحه ما قبله ، أي أتعبدون الذي تنحتون ، أو خلقكم وخلق عملكم ، وجعلها الأشعرية دليلا على خلق أفعال العباد لله تعالى وهو الحق ، فإن فعلهم كان بخلق الله فيهم فكان مفعولهم المتوقف على فعلهم أولى بذلك ، ويرجح على الأول بعدم الحذف ، ويجوز أن تكون ( ما ) استفهامية أي أيُّ تعملون ، ومعنى الاستفهام التوبيخ والتقريع ، ويجوز أن تكون نافية ، أي أن العمل في الحقيقة ليس لكم فأنتم لا تعملون شيئا وقد طول صاحب الكشاف الكلام في رد قول من قال إنها مصدرية ، ولكن بما لا طائل تحته ، وجعلها موصولة أولى بالمقام وأوفق بسياق الكلام ، والجملة إما حالية أو مستأنفة .