فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

وجملة { والله خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } في محل نصب على الحال من فاعل تعبدون ، و{ ما } في { وَمَا تَعْمَلُونَ } موصولة ، أي : وخلق الذي تصنعونه على العموم ويدخل فيها الأصنام التي ينحتونها دخولاً أولياً ، ويكون معنى العمل هنا : التصوير والنحت ونحوهما ، ويجوز أن تكون مصدرية ، أي : خلقكم ، وخلق عملكم ، ويجوز أن تكون استفهامية ، ومعنى الاستفهام : التوبيخ والتقريع ، أي : وأي شيء تعملون ، ويجوز أن تكون نافية ، أي إن العمل في الحقيقة ليس لكم ، فأنتم لا تعملون شيئاً ، وقد طول صاحب الكشاف الكلام في رد قول من قال : إنها مصدرية ، ولكن بما لا طائل تحته ، وجعلها موصولة أولى بالمقام وأوفق بسياق الكلام .

/خ113