الآية 96 { والله خلقكم وما تعملون } لكنهم يقولون : ليس فيه دلالة خلق أفعالهم{[17833]} . ألا ترى أنه قال عليه السلام { أتعبدون ما تنحتون } وهم لا يعبدون النحت ، إنما يعبدون ذلك المنحوت . فعلى ذلك لم يخلق أفعالهم وأعمالهم . ولكن خلق المعمول نفسه ، والله أعلم .
لكن الاحتجاج عليهم من وجه آخر في ذلك كأنه أقرب وأولى ، وهو أن صيّر ذلك المعمول خلقا [ لنفسه حين{[17834]} أضافه إلى نفسه بقوله ]{[17835]} : { والله خلقكم وما تعملون } [ أي معمولكم ]{[17836]} لأنهم إنما يعبدون ذلك المعمول : خلق الله .
دلّ أن عملهم الذي عملوا به مخلوق . لذلك قلنا : إن فيه دلالة خلق أعمالهم ، والله أعلم . وهو كقوله : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } [ البقرة : 222 ] إنما صار التوّاب والمتطهّر [ محبوب الله ]{[17837]} لحُبّه التوبة والتطهّر ، وصار المعتدي غير محبوب لحبّه{[17838]} الاعتداء . فعلى ذلك : المعمول صار مخلوقا بخلقه عمله ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.