تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

كُبارا : بضم الكاف وفتح الباء المشددة : كبيرا عظيما .

بعدَ أن يئس نوحٌ من قومه في هذه المدَّة الطويلة التي قضاها بينَهم توجّه إلى ربه وقال : ربّ إنهم عَصَوني واتَّبعوا طواغيتَهم من الأغنياءِ الأقوياء الذين لن تزيدَهم أموالُهم وأولادُهم إلا خُسرانا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

{ قَالَ نُوحٌ } شاكيا لربه : إن هذا الكلام والوعظ والتذكير ما نجع فيهم ولا أفاد .

{ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } فيما أمرتهم به { وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا } أي : عصوا الرسول الناصح الدال على الخير ، واتبعوا الملأ والأشراف الذين لم تزدهم أموالهم ولا أولادهم إلا خسارا أي : هلاكا وتفويتا للأرباح فكيف بمن انقاد لهم وأطاعهم ؟ !

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

{ قال نوح رب إنهم عصوني } يعني لم يجيبوا دعوتي ، { واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً } يعني : اتبع السفلة والفقراء القادة والرؤساء الذين لم يزدهم كثرة المال والولد إلا ضلالاً في الدنيا وعقوبة في الآخرة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

شكاهم إلى الله تعالى ، وأنهم عصوه ولم يتبعوه فيما أمرهم به من الإيمان . وقال أهل التفسير : لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما داعيا لهم وهم على كفرهم وعصيانهم . قال ابن عباس : رجا نوح عليه السلام الأبناء بعد الآباء ، فيأتي بهم الولد بعد الولد حتى بلغوا سبع قرون ، ثم دعا عليهم بعد الإياس منهم ، وعاش بعد الطوفان ستين عاما حتى كثر الناس وفشوا . قال الحسن : كان قوم نوح يزرعون في الشهر مرتين ، حكاه الماوردي . " واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا " يعني كبراءهم وأغنياءهم الذين لم يزدهم كفرهم وأموالهم وأولادهم إلا ضلالا في الدنيا وهلاكا في الآخرة . وقرأ أهل المدنية والشام وعاصم " وولده " بفتح الواو واللام . الباقون " ولده " بضم الواو وسكون اللام وهي لغة في الولد . ويجوز أن يكون جمعا للولد ، كالفلك فإنه واحد وجمع . وقد تقدم{[15393]} .


[15393]:راجع جـ 2 ص 194.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

{ واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا } يعني : اتبعوا أغنياءهم وكبراءهم وقرئ ولده بفتحتين وولد بضم الواو وسكون اللام وهما بمعنى واحد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

ولما كانوا قد جادلوه عليه الصلاة والسلام بعد هذا البيان الذي لا يشك في دلالته على المراد من تحقق لصفاء الإيقان ، فأكثروا الجدال ونسبوه إلى الضلال وعصوه أقبح العصيان وقابلوه بأشنع{[68762]} الأقوال والأفعال{[68763]} ، طوى ذلك مشيراً إليه بقوله مستأنفاً : { قال نوح } أي بعد رفقه بهم ولينه لهم شاكياً منهم{[68764]} : { رب } أي أيها المحسن إليّ المدبر لي{[68765]} المتولي لجميع أموري .

ولما كان الضعفاء أكثر الناس بحيث إذا اجتمعوا دل{[68766]} الرؤوس الأقوياء بالأموال والأولاد وكانوا كأنهم الكل ، فقال مؤكداً لأن عصيانهم له بعد ذلك مما يبعد وقوعه : { إنهم } أي قومي الذين دعوتهم إليك مع صبري عليهم ألف سنة إلا خمسين عاماً { عصوني } أي فيما أمرتهم به ودعوتهم إليه فأبوا أن يجيبوا دعوتي وشردوا عني أشد شراد وخالفوني أقبح مخالفة { واتبعوا } أي بغاية جهدهم نظراً إلى المظنون العاجل بعد{[68767]} ترك المحقق عاجلاً وآجلاً { من } أي من{[68768]} رؤسائهم البطرين بأموالهم المغترين{[68769]} بولدانهم ، وفسرهم{[68770]} بقوله : { لم{[68771]} يزده } أي شيئاً من الأشياء .

ولما كان المال يكون للإنسان{[68772]} الولد ، وكان ينبغي أن يشكر الله الذي آتاه إياه ليكون له خيراً في الدارين وكذا الولد قال : { ماله } أي بكثرته { وولده } كذلك ، وهو الجنس في قراءة التحريك - وكذا في قراءة ابن كثير والبصريين وحمزة والكسائي بالضم والسكون على أنه لغة في المفرد كالحزن والحزن والرشد والرشد ، أو يكون على هذه جمعاً كالأسد والأسد ، ويكون اختيار أبي عمرو{[68773]} لهذه القراءة في هذا الحرف وحده للإشارة بجمع{[68774]} الكثرة المبني على الضمة التي هي أشد الحركات إلى أنهم - وإن زادت كثرتهم وعظمت قوتهم - لا يزيدونهم شيئاً { إلا خساراً * } بالبعد عن{[68775]} الله والعمى عن محجة الطريق ، فإن البسط لهم في الدنيا بذلك كان سبباً لطغيانهم وبطرهم واتباعهم لأهوائهم حتى كفروا واستغووا{[68776]} غيرهم فغلبوا عليهم فكانوا سبباً في شقائهم{[68777]} وخسارتهم بخسارتهم{[68778]} ، وكان عندهم أنها زادتهم رفعة ، وفي السياق دليل على أنهم ما حصلت لهم الوجاهة إلا بها .


[68762]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأفعال والأقوال.
[68763]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأفعال والأقوال.
[68764]:- زيد في الأصل: بقوله، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68765]:- زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فحذفناها.
[68766]:- من ظ وم، وفي الأصل: أول.
[68767]:- زيد في الأصل: تحقيق، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68768]:- زيد من ظ.
[68769]:- زيد في الأصل: بأموالهم وأولادهم المغترين، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68770]:- من ظ وم، وفي الأصل: فسره.
[68771]:- وقع في الأصل: قبل "أي من رؤسائهم" والترتيب من ظ وم.
[68772]:- زيد من ظ وم.
[68773]:- من ظ وم، وفي الأصل: أبي عمر.
[68774]:- من م، وفي الأصل وظ: لجمع.
[68775]:- في ظ وم: من.
[68776]:- من ظ وم، وفي الأصل: استغفروا.
[68777]:- من ظ وم، وفي الأصل: في.
[68778]:- من ظ وم، وفي الأصل: بخسارهم.