فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

قوله : { قَالَ نُوحٌ رَّبّ إِنَّهُمْ عصوني } أي استمرّوا على عصياني ولم يجيبوا دعوتي ، شكاهم إلى الله عزّ وجلّ ، وأخبره بأنهم عصوه ولم يتبعوه ، وهو أعلم بذلك { واتبعوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً } أي اتبع الأصاغر رؤساءهم ، وأهل الثروة منهم الذين لم يزدهم كثرة المال والولد إلاّ ضلالاً في الدنيا وعقوبة في الآخرة . قرأ أهل المدينة والشام وعاصم { وَوَلَدُهُ } بفتح الواو واللام . وقرأ الباقون بسكون اللام ، وهي لغة في الولد ، ويجوز أن يكون جمعاً ، وقد تقدّم تحقيقه ، ومعنى { واتبعوا } : أنهم استمرّوا على اتباعهم لا أنهم أحدثوا الإتباع .