فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

{ قال نوح } بعد يأسه من إيمانهم { رب إنهم عصوني } أي كلهم استمروا على عصياني ولم يجيبوا دعوتي ، شكاهم إلى الله عز وجل وأخبره بأنهم عصوه ولم يتبعوه وهو أعلم بذلك { واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا } أي أتبع الأصاغر رؤساءهم وأهل الثروة منهم الذين لم تزدهم كثرة المال والولد إلا ضلالا وطغيانا وكفرا في الدنيا ، وعقوبة في الآخرة ، واستمروا على أتباعهم لا أنهم أحدثوا الأتباع ، وقرئ ولده بفتح الواو واللام ، وبضم الواو وسكون اللام ، هما سبعيتان وبفتح الأول وسكون الثاني ، وهي لغة في الولد ، ويجوز أن يكون جمعا وقد تقدم تحقيقه .