السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

ولما أكثروا مع نوح عليه السلام الجدال ونسبوه إلى الضلال وقابلوه بأشنع الأقوال والأفعال : { قال نوح } أي : بعد رفقه بهم ولينه لهم : { رب } أي : أيها المحسن إليّ المدبر لي المتولي لجميع أمري { إنهم } أي : قومي الذين دعوتهم إليك مع صبري عليهم ألف سنة إلا خمسين عاماً { عصوني } أي : فيما أمرتهم به ودعوتهم إليه ، فأبوا أن يجيبوا دعوتي وشردوا عني أشدّ شراد ، وخالفوني أقبح مخالفة .

{ واتبعوا } أي : بغاية جهدهم نظراً إلى المظنون العاجل { من } أي : رؤساءهم البطرين بأموالهم المغترين بولدانهم ، وفسرهم بقوله تعالى : { لم يزده } أي : شيئاً من الأشياء { ماله } أي : كثرته { وولده } كذلك { إلا خساراً } أي : بالبعد من الله تعالى في الدنيا والآخرة ، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم بفتح الواوين واللام ، والباقون بضم الواو الثانية وإسكان اللام .