تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

وِلدان مخلدون : دائمون في بهائهم وحسنهم .

ثم بين أوصافَ السقاةِ الذين يطوفون عليهم بذلك الشراب فقال :

{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } .

ويطوف على هؤلاء الأبرار من أهل الجنة ولدان يظلّون على ما هم عليه : من الشباب والنضارة والحُسن ، منظرُهم مبهج مفرح ، وإذا رأيتَ جماعةً منهم حسبتَهم لحُسنِ ألوانهم ونضارة وجوههم ورشاقتهم في الخدمة كأنهم لؤلؤ منثور .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

{ وَيَطُوفُ } على أهل الجنة ، في طعامهم وشرابهم وخدمتهم .

{ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ } أي : خلقوا من الجنة للبقاء ، لا يتغيرون ولا يكبرون ، وهم في غاية الحسن .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

{ ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا } قال عطاء : يريد في بياض اللؤلؤ وحسنه ، واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط ، كان أحسن منه منظوماً . وقال أهل المعاني : إنما شبهوا بالمنثور لانتثارهم في الخدمة ، فلو كانوا صفاً لشبهوا المنظوم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

{ ويطوف عليهم ولدان } أي غلمان { مخلدون } لا يشيبون { إذا رأيتهم حسبتهم } في بياضهم وصفاء ألوانهم { لؤلؤا منثورا }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

قوله تعالى : " ويطوف عليهم ولدان مخلدون " بين من الذي يطوف عليهم بالآنية ، أي ويخدمهم ولدان مخلدون ، فإنهم أخف في الخدمة . ثم قال : " مخلدون " أي باقون على ما هم عليه من الشباب والغضاضة والحسن ، لا يهرمون ولا يتغيرون ، ويكونون على سن واحدة على مر الأزمنة . وقيل : مخلدون لا يموتون . وقيل : مسورون مقرطون ، أي محلون والتخليد التحلية . وقد تقدم{[15691]} هذا . " إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا " أي ظننتهم من حسنهم وكثرتهم وصفاء ألوانهم : لؤلؤا مفرقا في عرصة المجلس ، واللؤلؤ إذا نثر على بساط{[15692]} كان أحسن منه منظوما . وعن المأمون أنه ليلة زفت إليه بوران بنت الحسن بن سهل ، وهو على بساط منسوج من ذهب ، وقد نثرت عليه نساء دار الخليفة اللؤلؤ ، فنظر إليه منثورا على ذلك البساط فاستحسن المنظر وقال : لله در أبي نواس كأنه أبصر هذا حيث يقول :

كأن صُغرى وكُبرى من فَقَاقِعِهَا *** حَصْبَاءُ دَرٍّ على أرضٍ من الذهب

وقيل : إنما شبههم بالمنثور ؛ لأنهم سراع في الخدمة ، بخلاف الحور العين إذ شبههن باللؤلؤ المكنون المخزون ؛ لأنهن لا يمتهن بالخدمة .


[15691]:راجع جـ 17 ص 202.
[15692]:في ل، و: "واللؤلؤ إذ نثر كان أحسن. . . ".
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

{ ولدان مخلدون } ذكر في الواقعة .

{ لؤلؤا منثورا } شبههم باللؤلؤ في الحسن والبياض وبالمنثور منه في كثرتهم وانتشارهم في القصور .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

ولما ذكر المطوف به لأنه الغاية المقصودة ، وصف الطائف لما في طوافه من العظمة المشهودة تصويراً لما هم فيه من الملك بعد ما نجوا منه من الهلك{[70684]} : { ويطوف عليهم } أي بالشراب وغيره من الملاذ والمحاب { ولدان } أي غلمان هم في سن{[70685]} من هو دون البلوغ " أقل أهل الجنة من يخدمه{[70686]} ألف غلام " { مخلدون } أي قد حكم من لا يرد حكمه بأن يكونوا كذلك دائماً-{[70687]} من غير غلة ولا ارتفاع عن ذلك الحد مع أنهم مزينون بالخلد وهو الحلق والأساور والقرطة والملابس الحسنة { إذ رأيتهم } أي يا أعلى الخلق صلى الله عليه وسلم وأنت أثبت الناس نظراً أو{[70688]} أيها الرائي من كان في أي حالة رأيتهم فيها { حسبتهم } من بياضهم وصفاء ألوانهم ولمع أنوارهم{[70689]} وانعكاس شعاع بعضهم إلى بعض وانبثاثهم في المجالس ذهاباً وإياباً { لؤلؤاً منثوراً * } وذلك كناية عن كثرتهم وانتشارهم في الخدمة وشرفهم وحسنهم ؛ وعن بعضهم أن لؤلؤ الجنة في غاية الكبر والعظمة واختلاف الأشكال ، وكأنه عبر بالحسبان إشارة إلى أن ذلك مطلق{[70690]} تجويز لا مع ترجيح ، قال بعض المفسرين : هم غلمان ينشئهم الله لخدمة المؤمنين . وقال بعضهم : هم أطفال المشركين{[70691]} لأنهم ماتوا على الفطرة ، وقال ابن برجان : و-{[70692]} أرى والله أعلم أنهم-{[70693]} من علم الله سبحانه وتعالى إيمانه من أولاد الكفار يكونون خدماً لأهل الجنة كما كانوا لهم في الدنيا سبياً وخداماً ، وأما أولاد المؤمنين فيلحقون بآبائهم سناً وملكاً سروراً لهم ، ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم في ابنه إبراهيم عليه الصلاة والسلام " إن له لظئراً يتم رضاعه في الجنة " فإنه يدل على استقبال شأنه فيما هنالك وتنقله في الأحوال كالدنيا ، ولا دليل على خصوصيته بذلك .


[70684]:من م: وفي الأصل و ظ: الهلاك.
[70685]:من ظ و م، وفي الأصل: سنن.
[70686]:من ظ و م، وفي الأصل: الخدمة.
[70687]:زيد من ظ و م.
[70688]:من ظ و م، وفي الأصل: لو.
[70689]:من ظ و م، وفي الأصل: أنواعهم.
[70690]:من ظ و م، وفي الأصل: مطلع.
[70691]:من ظ، وفي الأصل و م: المؤمنين.
[70692]:زيد من ظ و م.
[70693]:زيد من ظ و م.