الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

- ثم قال تعالى : ( ويطوف عليهم ولدان {[72519]} مخلدون )

- " أي : لا يموتون " {[72520]} . وقيل : معناه : مسورون {[72521]} وقيل : مقرطون {[72522]} ، وذلك بلغة حِمْيَر . يعني بذلك أنهم شباب لا يتغيرون عن ذلك السن {[72523]} . تقول العرب للرجل إذا كبر وثبت سواد شعره إنه لمُخلِد ، وكذلك إذا كبر [ وثبتت ] {[72524]} أضراسه {[72525]} ، يراد به أنه [ لثابت ] {[72526]} الحال {[72527]} .

- - ثم قال تعالى : ( إذا {[72528]} رأيتهم حسبتهم/لؤلؤا منثورا )

أي : إذا رأيت –يا محمد- هؤلاء الولدان ظننتهم {[72529]} في حسن ونقاء بياض وجوههم [ وكثرتهم ] {[72530]} لؤلؤا منثورا ومجتمعا .

قال قتادة : ( لؤلؤا منثورا ) يعني من [ كثرتهم ] {[72531]} وحسنهم {[72532]} .

قال {[72533]} [ ابن عمرو ] {[72534]} : ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف غلام ، وكل غلام على عمل ما عليه صاحبه {[72535]} .

قال سفيان : ( حسبتهم لؤلؤا منثورا ) قال : " في كثرة اللؤلؤ وفي بياض اللؤلؤ {[72536]} " .

وروى {[72537]} جابر ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا [ يتغوطون ] {[72538]} ولا يمتخطون {[72539]} ، [ يصير ] {[72540]} طعامهم وشرابهم [ جشاء ] {[72541]} ، ورشح مسك ، يلهمون التسبيح والحمد كما تلهمون {[72542]} النفس " {[72543]} .


[72519]:- هم الوصفاء في جامع البيان 29/220.
[72520]:- هو قول قتادة في جامع البيان 29/220.
[72521]:- هو قول أبي عبيدة في الاشتقاق: 163، وفيه أنها لغة يمانية. وحكاه الفراء في معانيه 3/219 والطبري في جامع البيان 29/220 غير منسوب.
[72522]:- أ: مقرضون، وهذا القول حكاه الفراء في معانيه 3/219.
[72523]:- كذا في جميع النسخ، وفي جامع البيان 29/220: "تلك" وانظر -كذلك – اللسان (سنن).
[72524]:- م: ونبتت.
[72525]:- أ: اطراسه.
[72526]:- م: لثائة، أ: ثياتة.
[72527]:- انظر معاني الفراء 3/218 وقد رجح هذا القول وجامع البيان 29/220، واللسان (خلد).
[72528]:- أ: واذا.
[72529]:- أ: ظننت.
[72530]:- م: وكثرهم. وما في المتن هو الذي في جامع البيان 29/220.
[72531]:- م: كثرهم.
[72532]:- انظر جامع البيان 29/221 والدر 8/376.
[72533]:- أ: وقال.
[72534]:- في جميع النسخ ابن عمر. والتصويب من جامع البيان 29/221 والدر 8/376، والمقصود عبد الله بن عمر وبن العاص.
[72535]:- انظر المصدرين السابقين.
[72536]:- جامع البيان 29/221.
[72537]:- أ: روى.
[72538]:- م: يتغمطون. وفي متن ث: يتغوطون، وفي هامشها يتغطون، ورمز له بالصحة (صح).
[72539]:- أ، ث: ولا يتمخطون. وهو صحيح أيضا، يقال: "امتخط وتَمَخَّطَ امتخاطا أي استنثر". اللسان: (مخط) وقد ثبتت الرواية باللفظين في صحيح مسلم كما سيأتي في التخريج في هامش (6).
[72540]:- م: يبصر.
[72541]:- م: جثاء. وفي صحيح مسلم عن جابر "... جُشَاءٌ كرشح المِسك.." وفي رواية أخرى عنه: "قالوا: فما بال الطعام ؟ قال: جُشاء ورشح كرشح المِسْك..". وفي صحيح مسلم أيضا كما في صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ح: 3245، عن أبي هريرة: "... ورَشْحُهم المِسْك..."
[72542]:- أ، ث: يلهمون.
[72543]:- حديث جابر أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (شرح النووي على مسلم 17/173-74)، من عدة طرق عن جابر، وبألفاظ فيها بعض اختلاف، وأقربها إلى ما أورده مكي: "يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوّطون ولا يمْتخِطون ولا يبولون ولكن طعامهم ذلك جُشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والحمد كما تلهمون النفس". وأخرجه الدارمي في سننه، كتاب الرقاق، باب في أهل الجنة ونعيمها 2/335 عن جابر بنحو هذا اللفظ مختصرا.