الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا} (19)

وقوله تعالى : { حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } قال الإمام الفخر : " وفي كيفية التشبيه وجوه .

أحدها : أَنَّهُم شُبِّهُوا في حسنهم ، وصفاء ألوانهم ، وانبثاثهم في مجالسهم ومنازلهم في أنواع الخدمة باللؤلؤ المنثورِ ، ولو كانوا صفًّا لَشُبِّهُوا باللؤلؤ المنظوم ؛ أَلاَ ترى أَنَّهُ تعالى قال : { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ ولدان } فإذا كانوا يطوفون كانوا متناثرين .

الثاني : أَنَّ هذا من التشبيه العجيب ؛ لأَنَّ اللؤلؤ إذا كان متفرقاً يكون أحسنَ في المنظر ؛ لوقوع شعاع بعضه على بعض .

الثالث : أَنَّهم شُبِّهُوا باللؤلؤ الرطب إذا نثر من صدفه ؛ لأَنَّه أحسن وأجمل " انتهى .