ولما فرغ سبحانه من وصف شرابهم ووصف آنيته وصف السقاة الذين يسقونهم ذلك الشراب فقال : { ويطوف عليهم } بالشراب { ولدان } بكسر الواو باتفاق السبعة ّأي غلمان هم في سن من هو دون البلوغ ، قال بعض المفسرين هم غلمان ينشئهم الله تعالى لخدمة المؤمنين ، وقال بعضهم أطفال المؤمنين لأنهم ماتوا على الفطرة .
وقال ابن برحان : وأرى والله أعلم أنهم من علم الله تعالى إيمانه من أولاد الكفار ، ويكونون خدما لأهل الجنة كما كانوا في الدنيا لنا سبيا وخدما ، وأما أولاد المؤمنين فيلحقون بآبائهم تأنسا وسرورا بهم .
وفي الخازن في سورة الواقعة والصحيح الذي لا معدل عنه إن شاء الله تعالى أنهم ولدان خلقوا في الجنة لخدمة أهل الجنة كالحور ولم يولدوا ، ولم يخلقوا عن ولادة انتهى .
قلت الله أعلم بهم ، ولا أقول فيهم بشيء ظنا بشيء وتخمينا إذ لم يرد نص صريح صحيح في كتاب الله ولا في سنة رسوله فالوقف أولى وأحوط .
{ مخلدون } أي باقون على ما هم عليه من الشباب والطراوة والنضارة لا يهرمون ولا يتغيرون ، وقيل المعنى لا يموتون ، وقيل التخليد التحلية أي محلون .
{ إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا } أي إذا نظرت إليهم ظننتهم لمزيد حسنهم وصفاء ألوانهم ونضارة وجوههم ، وانبثاثهم في مجالسهم ، لؤلؤا مفرقا ، قال عطاء يريد في بياض اللون وحسنه ، واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظوما .
قال أهل المعاني إنما شبهوا الانتثار لأنهم في الخدمة ولو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم ، قيل إنما شبههم بالمنثور لأنهم سراع في الخدمة بخلاف الحور العين فإنه شبههن باللؤلؤ المكنون لأنهن لا يمتهن بالخدمة .
عن أبي عمرو قال : " إن أدنى أهل الجنة منزلا من يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه ، وتلا { إذا رأيتهم حسبتهم ، الخ } ، الخ " أخرجه ابن المبارك وهناد وعبد بن حميد والبيهقي في البعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.