تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

كهشيم المحتظِر : الهشيم : كل زرع ونبات وشجر يابس ، والمحتظر : الذي يعمل حظيرة لغنمه ويتساقط منه بعض أجزائه وتتفتت حال العمل .

ثم أخذتهم صيحةُ العذاب فكانوا مثلَ الهشيم اليابس الذي يجمعه صاحبُ الحظيرة لماشيته .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

وقوله { كهشيم المحتظر } هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك دون السباع مما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

قوله تعالى : " إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة " يريد صيحة جبريل عليه السلام ، وقد مضى في " هود{[14493]} " . " فكانوا كهشيم المحتظر " وقرأ الحسن وقتادة وأبو العالية " المحتظر " بفتح الظاء أرادو الحظيرة . الباقون بالكسر أرادوا صاحب الحظيرة . وفي الصحاح : والمحتظر الذي يعمل الحظيرة . وقرئ " كهشيم المحتظر " فمن كسره جعله الفاعل ومن فتحه جعله المفعول به . ويقال للرجل القليل الخير : إنه لنَكِد الحظيرة . قال أبو عبيد : أراه سمى أمواله حظيرة لأنه حظرها عنده ومنعها ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة . المهدوي : من فتح الظاء من " المحتظر " فهو مصدر ، والمعنى كهشيم الاحتظار . ويجوز أن يكون " المحتظر " هو الشجر المتخذ منه الحظيرة . قال ابن عباس : " المحتظر " هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك ، فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم . قال :

أَثَرْنَ عَجَاجَةً كدخان نارٍ *** تشبّ بغرقد بالٍ هَشِيمِ

وعنه : كحشيش تأكله الغنم . وعنه أيضا : كالعظام النخرة المحترقة ، وهو قول قتادة . وقال سعيد بن جبير : هو التراب المتناثر من الحيطان في يوم ريح . وقال سفيان الثوري : هو ما تناثر من الحظيرة إذا ضربتها بالعصا ، وهو فعيل بمعنى مفعول وقال ابن زيد : العرب تسمي كل شيء كان رطبا فيبس هشيما . والحظر المنع ، والمحتظر المفتعل يقال منه : احتظر على إبله وحظر أي جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض ليمنع برد الريح والسباع عن إبله ، قال الشاعر :

ترى جِيَفَ المَطِيّ بجانبيه *** كأن عظامَها خَشَبُ الهَشِيمِ

وعن ابن عباس : أنهم كانوا مثل القمح الذي ديس وهشم ، فالمحتظر على هذا الذي يتخذ حظيرة على زرعه ، والهشيم فتات السنبلة والتبن .


[14493]:راجع جـ 9 ص 61.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

ولما علم تفرغ ذهن السائل الواعي ، استأنف قوله مؤكداً إشارة إلى أن عذابهم مما يستلذ وينجح به ، وإرغاماً لمن يستبعد النصيحة الواحدة بفعل مثل ذلك ، وإعلاماً بأن القدرة على عذاب من كذب من غيرهم كهي على عذابهم فلا معنى للتكذيب : { إنا } بما لنا من العظمة { أرسلنا } إرسالاً عظيماً ، ودل على كونه عذاباً بقوله : { عليهم صيحة } وحقر شأنهم بالنسبة إلى عظمة عذابهم بقوله تعالى : { واحدة } صاحها عليهم جبريل عليه السلام فلم يكن بصيحته هذه التي هي واحدة طاقة ، وتلاشى عندها صياحهم حين نادوا صاحبهم لعقر الناقة . ولما تسبب عنها هلاكهم قال : { فكانوا } كوناً عظيماً { كهشيم المحتظر * } أي محطمين كالشجر اليابس الذي جعله الراعي ومن في معناه ممن يجعل شيئاً يأوي إليه ويحتفظ به ويحفظ به ماشيته في وقت ما لا يقاله ( ؟ ) وهو حظيره أي شيء مستدير مانع في ذلك الوقت لمن يدخل إليه فهو يتهشم ويتحطم كثير منه وهو يعمله فتدوسه الغنم ثم تتحطم أولاً فأولاً ، وكل ما سقط منه شيء فداسته الغنم كان هشيماً ، وكأنه الحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

قوله : { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة } أرسل الله جبريل العظيم فصاح فيهم صيحة أتت عليهم فأهلكتهم إهلاكا { فكانوا كهشيم المحتظر } الهشيم ، الشجر اليابس المتهشم المتكسر . والمحتظر ، الذي يعمل الحظيرة . وقال ابن عباس : المحتظر ، الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم . واحتظر على إبله أي جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض ليمنع به الريح والسباع عن إبله . وقيل : المحتظر ، المرعى بالصحراء حين ييبس ويحترق وتسفيه الريح .