الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

وقيل معناه : وإنذاري لكم أنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة ، وقد تقدم خبر عذابهم كيف كان{[66181]} .

وقوله { فكانوا كهشيم المحتظر } [ 31 ] أي{[66182]} : فكان قوم صالح لما أخذتهم الصيحة صاروا رفاتا كهيئة الشجر المحتظر{[66183]} بعد ( نعمته وغضارته ){[66184]} . وقيل معناه : فصاروا كالعظام المحترقة ، قال ابن عباس{[66185]} .

وقيل صاروا كالتراب المتناثر من الحائط في يوم ريح : قاله ابن جبير{[66186]} .

وقال ابن زيد صاروا كهشيم حظيرة{[66187]} الراعي التي تتخذ الغنم{[66188]} فتيبس فتصير هشيما .

وقال مجاهد : صاروا كهشيم الخيمة وهو ما تكسر من ( خشبها ){[66189]} .

وقال سفيان ( هو ما يتناثر من الحصير إذا ضربتها بالعصا ){[66190]} .

وحقيقة الهشيم أنه فعيل بمعنى مفعول أي : مهشوم وهو ما يبس وتحات من ورق الشجر ، والمحتظر بكسر الظاء : الذي يحتظر على الهشيم ، أي : يحوزه ليجمعه ويحظر عليه ليمنع من أخذه ، فهو محتظر بكسر الظاء ، والهشيم محتظر بفتح الظاء وصف له{[66191]} .


[66181]:انظر: جامع البيان 27/60.
[66182]:ساقط من ع.
[66183]:ع: "المحتطم".
[66184]:ع: "حضارته ونعمته".
[66185]:انظر: جامع البيان 27/61، وإعراب النحاس 4/295، وتفسير القرطبي 17/142، والدر المنثور 7/679.
[66186]:انظر: العمدة 290، وجامع البيان 27/61، وزاد المسير 8/98 وتفسير القرطبي 17/142، والدر المنثور 7/680، و تفسير الغريب 434.
[66187]:ح: "حضيره".
[66188]:ع: "يتخذ للغنم".
[66189]:ح: "حشيشها" وهو تحريف. وانظر: جامع البيان 27/61.
[66190]:ح: هو ما يتناول من الحصير إذا ضربها بالعصا، وانظر: تفسير القرطبي 17/142.
[66191]:انظر: العمدة 190، وغريب القرآن وتفسيره 172، ولسان العرب 3/868، والصحاح 5/2058.