تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

نسوا الله : لم يطيعوه وجروا وراء أهوائهم وملذاتهم .

فأنساهم أنفسهم : بما ابتلاهم من الغفلة وحب الدنيا ، فصاروا لا يعرفون ما ينفعها مما يضرها .

ثم ضرب الأمثالَ لنا تحذيراً وإنذاراً من أن نقع في حب الدنيا ، فننسى واجباتنا ، ونغفُل عما ينقصنا فقال : { وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله . . . . . } .

لا تكونوا كالذين نسوا حقوق الله وما عليهم من الواجبات ، فأنساهم الله أنفسَهم حتى أصبحوا كالحيوانات لا همَّ لهم إلا شهواتهم وملذاتهم والجري وراء الدنيا .

{ أولئك هُمُ الفاسقون } ، الخارجون عن طاعة الله ، فاستحقّوا عقابه يوم القيامة . فالإنسان له حقوق وعليه واجبات ، والدنيا أخذٌ وعطاء ، فلا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ، ولا خير فيمن يغلب جهله حِلْمَهُ ، ولا خير في قول لا يراد به وجه الله .