{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } قال ابن جرير{[7047]} أي لا تكونوا كالذين تركوا أداء حق الله الذي أوجبه عليهم فأنساهم حظوظ أنفسهم من الخيرات . وقال القاشاني { نسوا الله } : أي بالاحتجاب بالشهوات الجسمانية والاشتغال باللذات النفسانية { فأنساهم أنفسهم } حتى حسبوها البدن وتركيبه ومزاجه فذهلوا عن الجوهرة القدسية والفطرية النورية .
وقال ابن القيم في ( دار السعادة ) تأمل هذه الآية تجد تحتها معنى شريفا عظيما وهو أن من نسي ربه أنساه ذاته ونفسه فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه بل نسي ما به صلاحه وفلاحه في معاشه ومعاده فصار معطلا مهملا ، بمنزلة الأنعام السائبة بل ربما كانت الأنعام أخبر بمصالحها منه لبقائها على هداها الذي أعطاها إياه خالقها وأما هذا فخرج عن فطرته التي خلق عليها فنسي ربه فأنساه نفسه وصفاته وما تكمل به وتزكو به ، وتسعد به في معاشها ومعادها قال تعالى{[7048]} { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } فغفل عن ذكر ربه فانفرط عليه أمره وقلبه فلا التفات له إلى مصالحه وكماله وما تزكو به نفسه وقلبه بل هو مشتت القلب مضيعه مفرط الأمر حيران لا يهتدي سبيلا ، فالعلم بالله أصل كل علم وهو أصل علم العبد بسعادته وكماله ومصالح دنياه وآخرته والجهل به مستلزم للجهل لنفسه ومصالحها وكمالها وما تزكو به وتفلح به فالعلم به سعادة العبد والجهل به أصل شقاوته انتهى .
{ أولئك هم الفاسقون } أي الذين خرجوا عن الدين القيم الذي هو فطرة الله التي فطر الناس عليها وخانوا وغدروا ونبذوا عهد الله وراء ظهورهم فخسروا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.