فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

{ وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله } أي تركوا أمره ، أو ما قدّروه حق قدره ، أو لم يخافوه ، أو جميع ذلك { فأنساهم أَنفُسَهُمْ } أي جعلهم ناسين لها بسبب نسيانهم له ، فلم يشتغلوا بالأعمال التي تنجيهم من العذاب ، ولم يكفوا عن المعاصي التي توقعهم فيه ، ففي الكلام مضاف محذوف : أي أنساهم حظوظ أنفسهم .

قال سفيان : نسوا حقّ الله ، فأنساهم حق أنفسهم ، وقيل : نسوا الله في الرخاء فأنساهم أنفسهم في الشدائد { أُولَئِكَ هُمُ الفاسقون } أي الكاملون في الخروج عن طاعة الله .