السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

{ ولا تكونوا } أيها المحتاجون إلى التحذير وهم الذين آمنوا { كالذين نسوا الله } أي : أعرضوا عن أوامر ونواهي الملك الأعظم ، وتركوهها ترك الناسين لمن برزت عنه مع ماله من صفات الجلال والإكرام { فأنساهم } أي : فتسبب عن ذلك أن أنساهم بماله من الإحاطة بالظواهر والبواطن { أنفسهم } أي : فلم يقدموا لها ما ينفعها ، وإن قدموا شيئاً كان مشوباً بالمفسدات من الرياء والعجب فكانوا ممن قال فيه تعالى : { وجوه يومئذ خاشعة 2 عاملة ناصبة } [ الغاشية ، الآيتان : 2 3 ] الآية لأنهم لم يدعوا باباً من أبواب الفسق ، فإنّ رأس الفسق الجهل بالله ، ورأس العلم ومفتاح الحكمة معرفة النفس فأعرف الناس بنفسه أعرفهم بربه { أولئك } أي : البعداء من كل خير { هم الفاسقون } أي : العريقون في المروق من دائرة الدين .