الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

ثم قال : { ولا تكونوا كالذين نسوا الله } أي تتركوا أمره ونهيه ، فتعدوا حدوده .

{ فأنساهم أنفسهم } أي أنساهم حظوظ أنفسهمن عمل الخيرات ، فعلى هذا القول الأول يكون النسيان الأول من الترك ، والثاني من النسيان المعروف ، وقيل مما من الترك ، والمعنى تركوا أمر الله فتركه {[68075]} ثوابهم ، وهو عند بعض أهل اللغة غلط ، لا يقال أنسي عن {[68076]} الترك ، وإنما يصح مثل هذا في قوله { نسوا الله فنسيهم } {[68077]} {[68078]} .

وقيل معنى فأنساهم ( وجدهم كذلك {[68079]} ) ، كما يقال أحمدته ، فيكون " أنفسهم " على هذا تأكيدا ، وعلى قول الأول مفعولا به {[68080]} .

ثم قال : { أولئك هم الفاسقون } أي الخارجون عن طاعة الله ( عز وجل ) {[68081]} .


[68075]:ع،ح: "فيتركه".
[68076]:ع،ح : "من".
[68077]:التوبة: 67.
[68078]:انظر: إعراب النحاس 4/402.
[68079]:ساقط من ع.
[68080]:انظر: تفسير القرطبي 18/43.
[68081]:ساقط من ع، ج.