البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

وقرأ الجمهور : { لا تكونوا } بتاء الخطاب ؛ وأبو حيوة : بياء الغيبة ، على سبيل الالتفات .

وقال ابن عطية : كناية عن نفس التي هي اسم الجنس ؛ { كالذين نسوا } : هم الكفار ، وتركوا عبادة الله وامتثال ما أمر واجتناب ما نهى ، وهذا تنبيه على فرط غفلتهم واتباع شهواتهم ؛ { فأنساهم أنفسهم } ، حيث لم يسعوا إليها في الخلاص من العذاب ، وهذا من المجازاة على الذنب بالذنب .

عوقبوا على نسيان جهة الله تعالى بأن أنساهم أنفسهم ، قال سفيان : المعنى حظ أنفسهم .